أرشيف المدونة الإلكترونية

الخميس، 21 ديسمبر 2017

التنوين حرف أم علامة إعرابية؟

التنوين حرف أم علامة إعرابية؟
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فقد كلفنا الأستاذ الدكتور أحمد محمد عبد الدايم بهذا البحث طالبا منا إبداء الرأي في مسألة كون التنوين حرفا أم علامة إعرابية مؤيدين آراءنا بالأدلة العقلية والنقلية، وقد قسمت البحث إلى خمسة مباحث، وهي:
1 - تعريف التنوين (لغة واصطلاحا).
2 - وظائف التنوين.
3 - أنواع التنوين.
4 - تعدد مظاهر كتابة التنوين.
5 - الأدلة على أن التنوين حرف لا مجرد علامة.
مستخدما المنهج الوصفي ومعتمدا على بحث الدكتور أحمد محمد عبد الدايم في هذه القضية.



المبحث الأول
التنوين
لغة: مصدر نوَّن ينوِّن تنوينًا، تقول: نونتُ الاسم تنوينًا، إذا ألحقتَ به نونًا.
فنلاحظ أن اشتقاق التنوين من النون.
واصطلاحا: هو نون ساكنة زائِدة تلحق آخِر الاسم لفظا عند الوصل لا كتابة ولا عند الوقف.




المبحث الثاني
وظائف التنوين
1 - له وظيفة صرفيَّة، حيث يفرِّق به الصرفيون بين الكلمات المبنية المعرفة والنكرة، فكلمة "صه" أو كلمة "مه"، إذا نوِّنت كانتْ نكرةً، وإذا لم تنون كانت معرفةً؛ ولهذا سموه تنوين التنكير.
2 - له وظيفة نحْوية، حيث يقوم التنوينُ مقامَ كلمة محذوفة في نحو: (كلٌّ يموت)، والتقدير: "كل مخلوق"، حيث قام التنوينُ في "كل" مقامَ كلمة "مخلوق"، بل يقوم التنوين مقامَ جُملة محذوفة، في نحو: ﴿ وأنتم حينئذ تنظرون ﴾، والتقدير: "وأنتم حينئذ بلغت الروح الحلقوم تنظرون"، حيث نوِّنت "إذ" عوضًا عن جُملة "بلغت الروح الحلقوم".

3 - له وظيفة دلالية، حيث يفهم الزَّمَن المراد مِن التنوين، فحينما أقول: "أنا فاهمٌ الدَّرسَ"، بالتنوين ففيه دَلالة على المستقبل، بخلاف قولي: "أنا فاهمُ الدرسِ" بغيْر التنوين ففيه دَلالة على المضي.
لذلك خطّأ الكسائي أبا يوسف القاضي صاحب أبي حنيفة النعمان عندما لم يفرّق بين (هذا قاتل أخيه) و (هذا قاتل أخاه) .

4 - يقوم التنوينُ بتحديد وظيفة العامِل من حيث العملُ، فاسم الفاعِل إذا نُوِّن يعمل فيما بعدَه النصبَ، مثل: "أنا فاهمٌ الدرس"، "الدرس" مفعولٌ به، واسم الفاعل منوَّن، وإذا لم ينوَّن يعمل فيما بعدَه الجر بإضافتِه إليه نحو: "أنا فاهِم الدرس"، "الدرس" مضاف إليه، واسم الفاعِل غير منوَّن وهو مضاف.




المبحث الثالث
أقسام التنوين
يوجد في اللغة العربية ثمانية أقسام من التنوين:
الأول: تنوين التمكين:
وهو اللاحق للأسماء المعربة؛ كزَيْدٍ ورَجُلٍ.
وفائدتُه:
الدلالَةُ على تمَكُّنِ الاسم فى باب الاسمية لكونه لم يُشْبه الحرف فَيبنى ولا الفعلَ فيمنعَ من الصرف.
ثانيا: تنوين التنكير:
وهو اللاحق للأسماء المبنية فرقا بين معرفتها ونكرتها نحو مررت بسيبويهِ وبسيبويهٍ آخر.
ثالثا: تنوين المقابلة:
وهو اللاحق لجمع المؤنث السالم نحو مسلمات فإنه في مقابلة النون في جمع المذكر السالم كمسلمين.

رابعًا: تنوين العوض:
وهو على ثلاثة أقسام:
1 - عوض عن جملة:
وهو الذي يلحق (إذ) عوضًا عن جملة تكون بعدها؛ كقوله تعالى: (وأنتم حينئذ تنظرون)؛ أي: حين إذ بلغت الروح الحلقوم، فحذف بلغت الروح الحلقوم، وأتى بالتنوين عوضًا عنه.
2 - عوض عن اسم: وهو اللاحق لـ(كل) عوضًا عما تضاف إليه؛ نحو كل قائم؛ أي كل إنسان قائم فحذف إنسان، وأتى بالتنوين عوضًا عنه.
3 - عوض عن حرف: وهو اللاحق لجوارٍ وغواشٍ ونحوهما رفعًا وجرًّا؛ نحو: هؤلاء جوار، ومررت بجوار، فحذفت الياء وأتي بالتنوين عوضًا عنها.

خامسًا: تنوين الترنم:
وهو اللاحِقُ للقوافي الُمطْلَقَة كقول الشاعر:
(أقِلِّى اللَّوْمَ عَاذِلَ وَالعِتَابَنْ ... وَ قُوِلى إن أَصَبْتِ لَقَدْ أصَابَنْ)، والأصل (العتابا) و(أصابا).
وأصل عاذل: عاذلة، حذفت التاء للترخيم.
ويدخل على الاسم والفعل والحرف.

سادسا: التنوين الغالي، وهذا النوع أثبته الأخفش:
هو اللاحِقُ للقَوَافِي المُقَيَّدَةِ - أي التي يكون رويها حرفاً صحيحاً ساكناً. - زيادةً على الْوَزْنِ ومن ثَمَّ سمي غالياً، كقول الشاعر:
قَالَتْ بَنَاتُ الْعَمِّ يَا سَلمْى وَإنْنْ ... كَانَ فَقَيِراً مُعْدِماً قَالَتْ وإنْنْ
ويلحق الاسم والفعل كذلك.

سابعًا: تنوين الضرورة:
ذكره ابن الخباز في الجزولية، وهو التنوين المذكور في المنادى نحو قول الأحوص:
سلامُ اللهِ يا مطرٌ عَلَيْها......
وقول الآخر: مكانَ يا جَمَلٌ حُيّيت يا رَجُلُ....


ثامنا: تنوين الشذوذ:
كقول بعضهم: هؤلاءٍ قومُك، حكاه أبو زيد.
وفائدته: تكثير اللفظ.
قال ابن مالك والصحيح أن هذا نون زيدت في آخر الاسم كنون ضيفن وليس بتنوين.
قثل ابن هشام: وفيما قاله - أي: ابن مالك - نظر لأن الذي حكاه سماه تنوينا، فهذا دليل منه على أنه سمعه في الوصل دون الوقف، ونون ضيفن ليست كذلك؛ قاله في الهمع.



المبحث الرابع
تعدد مظاهر كتابة التنوين

1 - قد يُكتب نونًا ساكنةً كما في الكتابة العَروضيَّة، مِثل قول الشاعر:
وَقَاتِمُ الأَعْمَاقِ خَاوِي المُخْتَرَقِنْ

2- وقد يُكتب نونًا مقلوبةً حال الرفْع فوق الضمَّة هكذا: وجاءَ محمدٌ.

3- وقد يُكتب ألفًا في حالة النصْب، نحو: رأيت عليًّا، وقول الشاعر:

قَيَّدَهُ الحُبُّ كَمَا .. قَيَّدَ رَاعٍ جَمَلاَ
4- وقد يُكتب كسرة، في حالة الجر، تُضاف إلى كسرة الإعراب الدالَّة على الجر، وليستْ هذه الكسرة هي الأخرى، فالأولى علامة إعراب، والثانية علامة تنوين، نحو: سلمتُ على زيدٍ.



المبحث الخامس
الأدلة على أن التنوين حرف لا مجرد علامة

1 - المعنى اللغوي للتنوين: مصدر نوَّن ينوِّن، تقول: نونتُ الاسم تنوينًا، إذا ألحقتَ به نونًا.
2 - عندَ التِقاء الساكنَين: النون الساكِنة الناشِئة من تنوينِ آخِر الاسم المتمكِّن، وهمزة الوصْل في (أل) فإنَّ نون التنوين تُكسَر كسرة واضِحة؛ أي: تتحرَّك بالكسر؛ خشيةَ التقاء الساكنين، وهذه النون وإنْ لم تكتبْ إملاء إلا أنَّها ترسم نطقًا، نحو: "آمنت بمحمَّد الرسول"، حيث تنطق هكذا "آمنت بمحمَّد نرسول"، وكان الواجِب أن تكتب إملائيًّا هكذا "آمنت بمحمدن الرَّسول"، حتى يسهُل الأمر على الدَّارسين، ويميِّزون بين النون الساكِنة، والمتحرِّكة بالكسْر لالتِقاء الساكنين.
ولقدْ تغلَّب علماء العَروض على هذه المشكلة، وسهُل الأمر عليهم، حيث قرَّروا "ما يُنطق يُكتَب، وما لا يُنطق لا يُكتَب".
3 - يعامل التنوين معاملة النون مطلقا في أحكام التجويد والقراءات كالإدغام والغنة وغير ذلك.
4- كان الأصل أن تكتب هى وأشباهها كما يكتبها علماء "العَروض" هكذا:
حامدُنْ - حامدَنْ - حامدِنْ. عصفورُنْ جميلُنْ ... عصفورَنْ جميلَنْ ... عصفورِنْ جَميلِنْ... أى: بزيادة نون ساكنة فى آخر الكلمة؛ تحدث رنينًا خاصًّا؛ وتنغيمًا عند النطق بها. ولهذا يسمونها: "والتنوين" أى: التصويت والترنيم؛ لأنها سببه. ولكنهم عدلوا عن هذا الأصل، ووضعوا مكان "النون" رمزًا مختصرًا يغنى عنها، ويدل - عند النطق به - على ما كانت تدل عليه؛ وهذا الرّمز هو: الضمة الثانية، والفتحة الثانية، والكسرة الثانية... على حسب الجمل... ويسمونه: "التنوين"، كما كانوا يسمون النون السالفة، واستغنوا بها الرمز المختصر عن "النون"؛ فحذفوها فى الكتابة، ولكنها لا تزال ملحوظة يُنْطَق بها عند وصل بعض الكلام ببعض، دون الوقف.
ومما تقدم نعلم: أن التنوين نون ساكنة، زائدة. تلحق آخر الأسماء لفظًا، لا خطًا ولا وقفًا. [انظر النحو الوافي(1/24)]

الخاتمة

هذا، وقد انتهيت في ختام هذا البحث إلى أن التنوين حرف لا مجرد علامة، وقد ظل حرفا في الكتابة العروضية كما هو، لكنه تحول في الكتابة الإملائية إلى نون مقلوبة ثم إلى ضمة مقلوبة ثم إلى ضمة ثانية مع ضمة الرفع، وفتحة ثانية مع فتحة النصب، وكسرة ثانية مع كسرة الجر.


قائمة المراجع والمصادر

1 – التنوين حرف أم علامة، للدكتور أحمد محمد عبد الدايم.
2 – شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، ابن عقيل، ط: دار الطلائع.
3 – النحو الوافي، للدكتور عباس حسن، ط: دار المعارف.
4 – قواعد الإملاء، للدكتور عبد السلام هارون، ط: دار الطلائع.

الجمعة، 8 ديسمبر 2017

حل قطعة نحو للصف الثالث الإعدادي محافظة بني سويف ٢٠١٧

https://youtu.be/I1BCF1AoZ0Y

ترتيب المفاعيل في الجملة

فلا أدب يفيد ولا أديب

قل ولا تقل ٣

- هذا أمر يطولني ولا تقل يطالني
اكتب "شيء" هكذا ولا تكتبها "شئ"
اكتب: استعددت ولا تكتب استعدّيت
وقل مررت ولا تقل مرّيت

قل ولا تقل ٢

تكرار بفتح التاء لا بكسرها.
بدء بفتح الباء وليس بكسرها.
فهم بفتح الفاء وليس بكسرها.

قل ولا تقل ١

كَتَّان بفتح الكاف وليس بكسرها.
عُنجهية بضم العين وليس بفتحها.
ضرب بالكلام عُرض الحائط بضم العين وليس بفتحها.
رزمة بكسر الراء وليس بضمها.
وحزمة بضم الحاء وليس بكسرها.

الأحد، 3 ديسمبر 2017

أجمل أبيات الحكمة في شعر أبي الطيب المتنبي

قال المتنبي:

أعز مكان في الدنيا سرج سابح ......... وخير جليس في الأنام كتابُ

وقال : 

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته .......... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

وقال :

وما الدهر إلا من رواة قصائدي .......... إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا

وقال :

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ..... حتى يراق على جوانبه الدمُ

وقال :

على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ ..... وتأتي على قدر الكرام المكارمُ

وقال :

إذا رأيت نيوب الليث بارزة ...... فلا تظنن أن الليث يبتسمُ

وقال :

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ...... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ

وقال :

والظلم من شيم النفوس فإن تجد ..... ذا عفة فلعلة لا يظلمُ

وقال :

فالخيل والليل والبيداء تعرفني ..... والطعن والضرب والقرطاس والقلمُ

الجمعة، 1 ديسمبر 2017

الضمير المستتر

الضَّمِيرُ المستترُ: هو ما لَيسَ لَهُ صُورَةٌ في اللفظ ويختصُّ يضمِيرِ الرَّفْعِ وينقسمُ إلى قِسْمَينِ: 
(الأول) "المستترُ وُجُوباً" وهومَا لا يخلُفُهُ ظاهرٌ، ولا ضميرٌمنفصِلٌ، ومواضعُه: 
(1") "مَرْفُوعُ أمْر الوَاحِدِ" كـ "قُمْ، وافْهَمْ، واسْتَخْرِجْ" والضمير المستَتَرهو الفاعل، المقدَّر بأنت. 
(2") "مرفُوعُ المُضارع المبدوءِ بتاءِ خِطَابِ الوَاحِدِ" نحو "أنت تَفْهمُ وتَسْتخرجُ " وفاعله ضمير تقديرأنت، أو "المبدوء بهمزةِ المُتكَلم" كـ "أذْهَبُ" وفاعلُه ضميرٌ تقديرُه: أنا أو "المَبْدُوء بالنُّونِ" كـ "نُسَافِرُ" وفاعِلُه ضميرٌ تَقْديره: نحن.
(3") "مَرْفُوع فعل الاسْتِثْناء" كـ "خَلاَ، والأكْثرُ أن خلا حرفُ جرـ وعدا، وليس، ولا يكون" في نحو قولك: "فازَالقومُ ما عَدَا خالِداً أو ماخلاهُ". في ما عدا ضميرٌ مُسْتتر فاعلٌ يعودُ على الفائزين المفهومة من فَازَ. و "نجحُوا ليسَ بكراً" و "لا يكون زيداً". واسمُ ليس ولا يكونُ ضميرٌ مُسْتَتِر يعود على الواو من نجحوا.
(4") "مرفوع أفعلَ في التَعَجُّبِ" كقولك: "ما أحْسَنَ الصِّدقَ". فاعل أحْسَن ضمير مستتر يعود على ما.
(5") "مرفوعُ أفعلَ في التَّفضيل" نحو {هُمْ أحْسَنُ أَثَاثاً} (الآية "74"من سورة مريم "19" . ) فاعل أحسن ضمير ممستتر يعودعلى هم.
(6") "مرفُوعُ اسمِ الفعلِ غير الماضي" كـ "أوَّه" بمعنى أتوجَّع و "نزالِ" بمعنى انزال.
(7ً) "مرفوع ُالمصدر النائب عن فعله" نحو{فَضَرْبَ الرِّقَابِ} (الآية "4" من سورة محمد"47").
(الثاني) "المُسْتَتِرُ جوَازاً" وهوَ ما يَخلُفُهُ الظاهرُ، أو الضميرُ المُتْفَصِل، ومَوَاضِعُه:
(1") مَرْفُوعُ فعْلِ الغَائِب كـ "عَليٌّ اجتَهَدَ" أو الغَائِبةِ كـ " فاطِمةُ فَهِمَتْ".
(1ً) مرفوعُ الصِّفاتِ المَحْضَة كـ "بكرٌ فاهمٌ" و "الكِتَابُ مَفْهُومٌ".
(3ً) مرفوعُ اسمِ الفعل الماضي كـ "شَتَّانَ وهَيْهَاتَ".
ويرى بعضهم أنَّ التقسيم القويم في وجوبِ الاستتار أو جوازه أن يقال: العامل إمَّا أنْ يَرفَع الضميرَ المُستَتِرَ فَقَط كـ "أقومُ" وهذا هو واجبُ الاستتار، وإمَّا ان يرفعَهُ ويرفَع الظَّاهر، وهذا هو جائزُ الاسْتِتَار، كـ "قامَ وهيهاتَ".

ضمير الشأن وضمير القصة

ضميرُ الشَّأن والقِصَّة: إذا وَقَعَ قبْلَ الجُملةِ ضَميرٌغَائِبٌ، فإنْ كان مُذكَّراً يُسمَى ضمير الشَّأْنِ، نحو "هو زيدٌ مُنْطَلِقٌ" ونحو{قُلْ هو الله أحد}، وإنْ كان مُؤَنًّثاً يُسَمَّى ضميرَ القِصَّة نحو {فإنَّها لا تَعْمَى الأبْصَار} (الآية "46"من سورة الحج "22" )، ويعودُ ضميرُ الشَّأنِ والقصة إلى ما في الذِّهن من شَأْنٍ أو قِصَة، وهما مَضْمُونُ الجُمْلة التي بَعْدَ أحَدِهِما. 
وضَميرُ الشأنِ لا يَحتاجُ إلى ظَاهِرِ يَعودُ عَليْه، بخلاف ضَميرِ الغَائِب، وضميرُ الشَّأنِ لا يُعْطَف عَلَيه، ولا يُؤَكَّد، ولا يُبْدَلُ منه لأنَّ المَقْصودَ منه الإبْهَامُ، ولا يُفَسَّر إلا بجُمْلةٍ، ولا يُحذف إلاَّ قليلاً، ولا يجوز حذف خبره، ولا يتقدم خبره عليه ولا يخبر عنه بالذي، ولا يَجوزُ تثنيتُة ولا جَمعُه، ويكونُ لِمُفَسِّرِه مَحَلٌّ من الإعراب، بخلاف سائر المُفَسرات، ولا يُستعملُ إلا في أمرٍ يُرادُ منه التَّعْظِيم والتَّفخيم ولا يجوزُ إظْهار الشَّأن والقِصَّة. ويكون مستتراً في باب "كَادَ" نحو{مِنْ بعدِ مَا كَادَ يَزيغُ قلوبُ فَريقٍ مِنهم} (الآية "117" من سورة التوبة "9" )، وبارِزاً متَّصلاً في باب "إن" نحو{إنَّهُ مَنْ يَتَّقِ ويَصْبِرْ} (الآية "90" من سورة يوسف "12" ).
وبارِزاً مُنفصلاً إذا كان عامِلُه مَعْنَويّاً نحو {هُوَ اللَّه أحَد} (الآية "1" من سورة الإخلاص"112").
ويجبُ حَذْفه مع "أَنْ" المَفْتوحةِ المخفَّفَةِ نحو {وآخِرُ دَعْواهُم أَنِ الحَمْدُ للَّهِ ربِّ العَالَمِين} (الآية "10" من سورة يونس "10" ). أي أنه.

ضمير الفصل

ضَميرُ الفَصْلِ الذي لا مَحلَّ لَهُ مِنَ الإعْراب: 
-1 قَدْ يَقَعُ الضَّمِيرُ المنفصلُ المرفوعُ في موقعٍ لا يُقْصَدُ به إلاّ الفَصْل بينَ ما هو خبَر وما هو تابع، ولا مَحلَّ له من الإعراب ويقعُ فصلاً بين المبتدأ والخبر، أو ما أصله مبتدأ وخبر نحو قوله تعالى: {إنْ كانَ هَذَا هوَ الحَقُّ} (الآية "32" من سورة الأنفال "8" )، {وكُنْتَ اَنْتَ الرقِيبَ} (الآية "117" من سورة المائدة"، {وكُنَّا نَحْنُ الوارِثينَ} (الآية "58"من سورة القصص "28" ). فـ "هُوَ" و "أنْتَ" و "نحنُ" ضمائر فصلٍ لا محلَّ لها من الإعراب و "الحَقَّ" في المثل الأول خبر "كان" وفي الثاني "الرَّقِيبَ" خبر"كنتَ" وفي الثالث "الوارثين" خبر "وكُنَّا" ومثله {تَجِدُوهُ عْندَ اللَّه هُوَ خَيْراً} (الآية "20" من سورة القصص "28" ) فهو ضميرُ فصلٍ لا محلَّ له من الإعرابِ، و "خيرا": مفعولٌ ثانٍ لتَجِدُوهُ، ولضَمِير الفَصْل شروط وفوائد. 
-2 يُشْتَرط فيما قَبْلَه أَمْران: 
(1) كونُه مُبْتَدأً في الحَالِ، أو في الأصل نحو {أولئكَ هُمُ المفلحون} (الآية "157"من سورة الأعراف "7" ). 
{كنتَ أنتَ الرقيبَ عليهم} (الآية "117"من سورة المائدة "5" ). 
{تجدُوه عندَ اللّهِ هُوَ خَيْراً} (الآية "20" من سورة المزمل"73"). 
{إنْ تَرَني أنَا أقلَّ مِنْك مَالا وَوَلَداً} (الآية "39" من سورة الكهف "18" ). 
(2) الثَاني كونُه مَعرفَة كما مثِّل. 
-3 يشترط فيما بعده أمران: 
(1) كونُه خبراً لمبتدأٍ في الحال، أو في الأصل. 
(2) كونه معرفةٌ، أو كالمعرفة في أنَّهُ لا يقبل "أل" كما تقَّدم في "خيراً" بآية {تجدوه . }، و "أقلَّ" بآية {إن ترني . } وشرطُ الذي كالمعرفة أنْ يكونَ(وخالف في ذلك الجرجاني فألحق المضارع بالاسم لتشابههما وجَعل منه {إنه هو يُبْدِئ ويُعيد} وهو عند غيره توكيد أو مبتدأ) واسماً كما مثل. 
-4 يُشْترطُ لَهُ في نَفْسِه أَمْران: 
(1)أن يكون بصيغَةِ المَرْفوع فيمتنعُ: زيد إياهُ العالم. 
(2) أن يُطابقَ ما قَبْلَه فلا يجوزُ: كنتُ هو القاضل وإنما "كنتُ أنا الفَاضِلَ" فأمَّا قول جرير: 
وكائِنٍ بالَأبَاطِح مِنْ صَدِيقٍ * يَرَاني لوأُصِبْتُ هو الـمُصَابَا
وقياسهُ: يرانِي أنا، وأوَّلوا هذا بأوْجه منها: أنَّه ليس فَصلاً، وإنما هو توكيدٌ للفاعل في "يَرَانِي" أي الصديق. 
-5 فوائد ضمير الفصل: 
فوائِدُه منها الَّلفْظي، ومنها المعنوي. 
أمَّا اللَّفظي: فهو الإعلامُ مِنْ أوَّلِ الأمرِ بأنَّ ما بَعْدَه خَبرٌلا تابع. 
وأمَّا المَعْنَويّ: فله فائِدتان: 
(الأولى) هي التوكيدُ لذلك بني عليه أنَّه لا يُجامِعُ التَّوكيد، فلا يقال: " زَيدٌ نفسُه هو الفاضل". 
(الثانية) هي الاخْتِصاص، وهو أنَّ ما يُنْسَب إلى المُسْنَد إليه ثابتٌ لهُ دون غيره نحو{وأولئك هم الـمفلحون}. (الآية "5" من سورة البقرة "2" ). 
-6 محلُّه من الإعراب: 
يَقُول البصريُّون: إنه لا محلِّ لهُ من الإعراب، ثُم قال أكثرُهم: إنَّه حرفٌ، وعند الخليل: اسم، غير معمول لِشَيءٍ وقد يَحتمل إعرابُ ضميرِ الفصل أوُجُهاً منها: الفَصْلِيَّة التي لا مَحلَّ لها، والتَّوكيدِ في نحو قوله تعالى: {كنتَ أنتَ الرَّقِيب عَلَيهم } ( الآية "117" من سورة المائدة "5" )، ونحو{إنْ كُنَّا نحْنُ الغَالبين}( الآية "113" من سورة الأعراف "7" )، ولا وجهَ للابْتداءُ لانتصاب ما بعده، ومنها: 
الفَصْلِية والإبتداءُ في ونحو قوله تعالى: {وإنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّون} (الآية "165" من سورة الصافات "37" ) ولا وجْهَ للتوكيد لدُخُول اللام. 
ومنها: احْتِمالُ الثَّلاثةِ: الفَصْلِيَّةُ والتَّوكيدِ والابتداءِ في نحو قوله تعالى: {إنَّكَ أنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ} (الآية "109" من سورة المائدة "5" ). 
-7 ومن مسائل سيبويه في الكتاب "قَـْد جرَّبتُكَ فكنتَ أنْتَ أنْتَ". 
الضميران: مبتدأ وخبر، والجملة خبر كان، ولو قدرنا الأول فصلاً أو توكيداً لقلنا "أنتَ إيَّاكَ".