الثلاثاء، 3 يناير 2017

ما يكونُ فيه "إلاَّ" وما بعده وصفًا بمنزلة مِثْلٍ وغَيْرٍ

جاءَ في " الدُّرِّ المصون " للسَّمين الحَلَبيِّ -رحمه الله-:
(لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)
 قوله: (إِلاَّ ٱللَّهُ): "إلاَّ" هنا صفةٌ للنَّكِرة قبلها بمعنى "غَيْر". والإِعرابُ فيها متعذَّر، فَجُعِل على ما بعدها. وللوصفِ بها شروطٌ منها: تنكيرُ الموصوفِ، أو قُرْبُه من النَّكِرة بأَنْ يكونَ معرفًا بأل الجنسية. ومنها أَنْ يكونَ جمعًا صريحًا؛ كالآية، أو ما في قُوَّةِ الجمعِ؛ كقوله: 
لَو كانَ غَيري سُلَيْمى اليومَ غيَّره * وَقْعُ الحوادِثِ إلاَّ الصَّارمُ الذَّكَرُ
 فـ"إلاَّ الصَّارِمُ" صفةُ لـ"غيري"؛ لأنه في معنى الجمع. ومنها أَنْ لا يُحْذَفَ موصوفُها عكسَ "غير". وقد أَتْقَنَّا هذا كلَّه في "إِيضاحِ السبيل إلى شرح التسهيل" فعليك به. وأنشد سيبويهِ على ذلك قولَ الشاعر: 
وكلُّ أخٍ مُفارِقُه أخُوه * لَعَمْرُ أبيكَ إلاَّ الفرقدانِ
 أي: وكلُّ أخٍ غيرُ الفرقدين مفارِقُه أخوه. وقد وقع الوصفُ بـ"إلاَّ" كما وقع الاستثناء بـ"غير"، والأصلُ في "إلاَّ" الاستثناءُ وفي "غير" الصفةُ. ومن مُلَحِ كلامِ أبي القاسم الزمخشري: "واعلم أنَّ "إلاَّ" وغير يَتَقَارضان" ) انتهى.

وقد تحدَّثَ سيبويه -رحمه الله- عن هذه المسألةِ في كتابه (2/331-335)، تحتَ قولِه: ( هذا باب ما يكونُ فيه "إلاَّ" وما بعده وصفًا بمنزلة مِثْلٍ وغَيْرٍ ).